ولقد إنتشرت الإصابة بالسمنة بين الأطفال والبالغين في جميع أنحاء العالم ما بين الأعوام 1980 و2013. في عام 2013، إرتفعت نسبة الإصابة بالسمنة وعدد الأشخاص البدناء بنسبة 50%. في الدول المتطورة، يُعاني ما يزيد عن 22% من الفتيات و24% من الفتيان بزيادة في الوزن أو بالسمنة المُفرطة. أما في الدول النامية، فبالرغم من وجود 13% من الفتيان وأكثر من 13% من الفتيات الذين يعانون من سوء تغذية في دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط، نجد أنه تم رصد نسب عالية جداً من المصابين بالسمنة وإرتفاع الوزن في تلك المنطقة، وإنفردت الفتيات بالنسبة الأكبر.

وقد وجد بأنه في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأمريكتين، وأيضاً في جزر الكاريبي والمحيط الهادي، بلغت نسبة المصابون بالسمنة ومن يعانون من زيادة في الوزن 44% من سكان تلك الدول. في عام 2013، وبالتحديد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بلغت نسبة الرجال الذين يعانون من زيادة في الوزن ومن السمنة 58% ، أما النساء التي تتراوح أعمارهن ما بين 20 عاماً فما أكبر، فقد بلغت نسبة الإصابة بزيادة في الوزن والسمنة 65%. في ما يزيد عن ثلثي دول تلك المنطقة ، يعاني ما يزيد عن 50% من البالغين، رجالاً و نساء، من مرض السمنة والزيادة في الوزن. في أمريكا الوسطى، نسبة المصابون بالسمنة ومن يعانون من زيادة في الوزن من الرجال تزيد عن 57%، وتزيد عن 65% بين النساء. وقد سُجل أعلى مُعدل إنتشار لمرض السمنة في تلك المنطقة؛ حيث تتجاوز 50% بين الرجال والنساء في كولومبيا وكوستا ريكا والمكسيك. أما بالنسبة لسكان الجزر المُطلة على المحيط الهادي، فما يقرب من 44% من الرجال هناك يعانون من زيادة في الوزن والسمنة المُفرطة ، وتصل نسبة النساء اللاتي تعاني من نفس المرض هناك أكثر من51%. وإذا إنتقلنا إلى جزر الكاريبي، نجد أن ما يقرب من 38% من الرجال وما يزيد عن 50% من النساء هناك يعانون من السمنة وزيادة في الوزن.

“على مدى السنوات الثلاثين الماضية، لوحظ إرتفاع في نسبة الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة المفرطة في جميع أنحاء العالم.
ففي البلدان المتقدمة، بدأت مُشكلة السمنة تتفشى في المجتمع في 1980، تسارع إنتشارها هناك خلال الفترة من 1992 إلى 2002؛ غير أنه سُجل بعض التباطؤ في إنتشارها منذ عام 2006. وعلى نقيض ذلك، يعاني ما يقرب من ثلثي سكان العالم في الدول النامية من السمنة المُفرطة ، ومن المرجح أن تستمر نسبة تلك الحالات في التزايد.
”

وإذا قمنا بتوزيع معدلات ونسب حالات السمنة وزيادة الوزن وفقاً للتقسيم الجغرافي، فقد تم رصد إجمالي عدد حالات السمنة في العالم والذي يُقدر بـ 671 مليون مصاب بالسمنة . أكثر من 50% من هذا الأجمالي يعيشون في 10 دول: الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، الهند، روسيا، البرازيل، المكسيك، مصر، ألمانيا، باكستان وأندونيسيا.

وإلى جانب أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا من بين الدول ذات الدخل المرتفع، فإن حالات السمنة وزيادة الوزن، بين الرجال والنساء، أيضاً مرتفعة.

أما في منطقة الشرق الأوسط، فقد أظهرت نتائج الأبحاث التي أجريت على مدار 33 عاما، بأن من بين الدول التي شهدت أكبر زيادة في مُعدلات الإصابة بالسمنة على الصعيد العالمي، كل من البحرين ومصر والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والكويت، حيث سُجلت بتلك الدول أعلى إرتفاع في مُعدل المصابين بالسمنة.

وإلى جانب تلك البلدان، سُجلت حالات الإصابة بالسمنة في منطقة أوقيانوسيا: كيريباتي، وولايات ميكرونيزيا الموحدة، وساموا – حيث ُ تجاوز مُعدل إنتشار الإصابة بالسمنة لدى النساء 50 %. وفي تونغا، أشارت الإحصاءات نسبة إنتشار للسمنة أكثر من 50٪ لدى الرجال والنساء.

وفي أفريقيا، توجد أعلى معدلات السمنة في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 42% من نساء جنوب أفريقيا.

“وتزداد المخاطر الصحية عند تجاوز مؤشر كتلة الجسم للشخص 30، فقد يصاب بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، والسكري، وهشاشة العظام، وأمراض الكلى المزمنة.
ووفقاً للإحصاءات التي أجريت في عام 2010، فقد تسببت السمنة وزيادة الوزن في وفاة 3.4 مليون حالة، وكان معظمها بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. وعليه، فإن البحوث تشير إلى أن إرتفاع مُعدلات السمنة قد يؤدي في المستقبل إلى إنخفاض متوسط العمر المتوقع.
”