إن الإصابة بالسمنة تفتح مجالاً واسعاً للمعاناة من عدد لا يُحصى من الأمراض والمشاكل الصحية التي قد تُفضي بالوفاة مثل:
1- امراض القلب والسكتة الدماغية
بعض أمراض السمنة التي يتم معاينتها وتشخيصها لدى الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد، مثل ضغط الدم المرتفع وارتفاع مستوى الكوليسترول والدهنيات في الدم تميل إلى الحدوث معًا، في الوقت نفسه. هاتان الحالتان يمكن أن تسببا مشاكل صحية أخرى مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية. ضغط الدم المرتفع موجود لدى الأشخاص ذوي الوزن الزائد بمعدل ستة أضعاف المعدل العام لدى الأشخاص النحيفين. وطبقا لمعطيات الرابطة الأمريكية للقلب، فإن زيادة 22 باوند (ما يعادل 10 كيلو) في الوزن تؤدي إلى رفع ضغط الدم الإنقباضي (الرقم الأول عند قياس الضغط) بمعدل 3 ميليمتر زئبق (mmHg) وضغط الدم الإنبساطي (الرقم الثاني عند قياس الضغط) بمعدل 2،3 ميليمتر زئبق، وهو عبارة عن ارتفاع بنسبة 24% في إحتمال الإصابة بسكتة دماغية.
2- السكري
هنالك علاقة متينة بين الوزن الزائد وأمراض السمنة وبالتالي السكري. فقد ابتكر الباحثون مصطلح “disbesity” (دمج لكلمتي السمنة والسكري) لكي يصفوا هذه الظاهرة. حوالي 90% من الأشخاص الذين يعانون من السكري من نوع 2 (النوع الأكثر شيوعًا من السكري) يعانون من الوزن الزائد أو السمنة. نسبة مرض السكري إرتفعت بشكل كبير – ما يعادل 65% – من سنة 1996 حتى سنة 2006. مستوى السكر المرتفع في الدم – وهو السمة التي تميز السكري – هو أحد مركبات المتلازمة الايضية (انظر “هل تعانون من المتلازمة الايضية؟”). إذا لم تتم معالجة مرض السكري والتحكم بمستوى السكر في الدم فمن الممكن أن يؤدي هذا إلى مضاعفات صحية خطرة يمكن أن تشمل قصور الكليتين، فقدان البصر وبتر القدم أو الرجل. يشكل السكري السبب السابع بين الأسباب الرئيسية التي تسبب الوفاة في الولايات المتحدة.
3- هل تعانون من المتلازمة الايضية؟
المتلازمة الايضية، هي عبارة عن مجموعة من الحالات الطبية التي تحدث معًا في الوقت ذاته، وتزيد أيضًا من احتمال الإصابة بأمراض القلب، السكتة الدماغية والسكري. أحد مميزاتها هي السمنة في منطقة البطن. إذا كنتم تعانون من هذه المشكلة فمن المرجح أن تكون لديكم الخصائص الأخرى.
إذا كنتم تعانون من المتلازمة الايضية فمن المرجح أن تكون لديكم ثلاث أو أكثر من الخصائص التالية:
محيط الخصر أكثر من 35 إنش لدى النساء و- 40 إنش لدى الرجال. مستوى الدهون الثلاثية في الدم عند الصوم 150 ميليغرام / ديسيليتر أو أكثر. مستوى الكولسترول الجيد في الدم (HDL) أقل من 40 غرام / ديسيليتر لدى الرجال أو 50 غرام / ديسيلتر لدى النساء. ضغط الدم الإنقباضي (الرقم الأعلى الذي يظهر عند قياس الضغط) بقيمة 130 أو أكثر، وضغط الدم الإنبساطي (الرقم الأدنى) بقيمة 85 أو أكثر. مستوى السكر في الدم عند الصوم أكثر من 100 ميليغرام / ديسيلتر.
ملاحظة: إذا كنت تخضع للعلاج بسبب إحدى هذه الخصائص، حتى وإن كانت القيم التي يتم قياسها سليمة، فسوف يتم أخذ هذه الميزة بعين الإعتبار.
4- السرطان
بعض الخبراء يعتقدون أن أمراض السمنة تأتي في المرتبة الثانية كمسبب رئيسي للسرطان بعد التدخين. أظهر بحث نشر بواسطة الرابطة الأمريكية للسرطان في مجلة نيو اينغلاند للطب والذي تابع 900,000 شخص لمدة 16 سنة، علاقة بين الوزن الزائد وبين عدة أنواع من السرطان. لدى الأشخاص الذين هم فوق سن 50 سنة، الوزن الزائد والسمنة مسؤولان عن 14% عن حالات الوفاة بسبب السرطان لدى الرجال و-20% لدى النساء. لدى الرجال والنساء، كلما كان الـ BMI أعلى إزداد احتمال الوفاة بسبب سرطان المريء، القولون والمستقيم، الكبد، المرارة، البنكرياس والكلية. كذلك، فقد زاد الوزن الزائد لدى الرجال من احتمال الموت من سرطان المعدة والبروستاتا. أما لدى النساء، فإن معدل الوفاة بسبب سرطان الثدي، الرحم، عنق الرحم والمبيض كان أعلى لدى ذوات الـ BMI المرتفع. وقد توصلت مقالة نشرت في مجلة اللانسيت (Lancet) الطبية في سنة 2008 إلى استنتاجات مشابهة.
جزء من المشكلة يكمن في أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة يتوجهون أقل لإجراء فحوصات الكشف المبكر مثل مسح عنق الرحم وتصوير الثدي. وقد أظهر تقرير في المجلة العالمية للسمنة أنه كلما كانت المرأة سمينة أكثر أدى هذا إلى تأجيل فحص الحوض، بسبب التجارب السلبية مع الأطباء والطاقم الطبي. لدى الرجال، من الصعب إجراء فحوصات الكشف المبكر، مثل فحص البروستاتا، لدى الرجال الذين يعانون من السمنة المفرطة، خاصة إذا كانوا يعانون من تراكم الدهن في الوركين، الفخذين والردفين.
5- الإكتئاب
هل يؤدي الإكتئاب إلى زيادة في الوزن، أم أن الوزن الزائد هو الذي يؤدي إلى الإكتئاب؟ وجدت دراسة تحليلية لـ 15 بحثا مختلفا إثبتوا أن هاتين الحقيقتين صحيحتان. الأشخاص الذين يعانون من السمنة هم أكثر عرضة بنسبة ـ 55% للإصابة بالإكتئاب مع الوقت، بالمقارنة مع الأشخاص ذوي الوزن السليم، وذلك طبقا لدراسة نشرت في سنة 2010 في أرشيف الأمراض النفسية. على ما يبدو، تنبع هاتان الحالتان (جزئيًا، على الأقل) من تغييرات تحصل في كيمياء الدماغ ونشاطه في ظروف التوتر. ولكن العوامل النفسية أيضًا يمكن أن تفسر هذه الحقيقة. في مجتمعنا، النحيل يساوي الجميل، والأشخاص الذين يعانون من السمنة قد يكونون عرضة لتدني تقديرهم الذاتي لأنفسهم وهو سبب معروف للإكتئاب. كذلك، عادات الأكل الغريبة واضطرابات الطعام وعدم الراحة الجسدي لدى السمينين – كلها معروفة كعوامل تؤدي إلى الإكنئاب.
كما توصل البحث أيضًا إلى استنتاج بأن الأشخاص الذين يعانون من الإكتئاب لديهم احتمال أكبر بـ 58% لأن يصبحوا سمينين. إرتفاع مستوى هورمون التوتر، الكورتيزول (حالة شائعة لدى الأشخاص الذين يعانون من الإكتئاب)، يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في المواد الموجودة في خلايا الدهن مما يؤدي إلى تراكم الدهن، وبالأخص في منطقة البطن. هذه إحدى الفرضيات، على أية حال. كذلك، الأشخاص الذين يعانون من الإكتئاب يشعرون بالحزن ولا يأكلون بشكل سليم ولا يمارسون الرياضة بشكل منتظم وهذا يعرضهم لإرتفاع في الوزن ولأمراض السمنة. وأخيرًا، فإن بعض الأدوية التي تستخدم لمعالجة الإكتئاب يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع الوزن.
6- توقف التنفس أثناء النوم: مضاعفات خطيرة تبدأ بالشخير
إذا كنت تشخر بصوت عال وتتوقف عن التنفس بشكل مؤقت ومتكرر خلال الليل، تستيقظ بشكل مفاجئ عند الشعور بالشخير أو الإختناق فإنك على الأرجح تعاني من توقف التنفس أثناء النوم، وهي حالة شائعة ومنتشرة أكثر لدى الأشخاص ذوي الوزن الزائد والسمنة. رفيقك في السرير يمكن أن يلاحظ هذه الأعراض، بينما أنت لن تلاحظها. الأشخاص الذين يعانون من توقف التنفس أثناء النوم لا يدركون أنهم يستيقظون لأنهم لا يكونون في وعيهم الكامل، ولكن عملية الإستيقاظ هذه قد تضر بالنوم، إذ إنها تؤدي للشعور بالنعاس خلال ساعات النهار وتزيد من احتمال الإصابة بضغط الدم المرتفع، السكتة القلبية والسكتة الدماغية.
7- الكثير من العجز ومعدل حياة أقصر
الوزن الزائد والسمنة يمكن أن يؤديا للحدّ من النشاطات اليومية. بالمقارنة مع الأشخاص ذوي الوزن السليم، فإن الذين يعانون من الوزن الزائد يجدون صعوبة في سير مسافة 500 متر، رفع 5 كيلوجرامات والقيام من مقعد بدون مساند. وقد أصبح عبء هذه المشاكل أكبر في السنوات الأخيرة، ربما لأن الأشخاص يقضون وقتا أكثر من حياتهم وهم يعانون من السمنة – هذا ما يعتقده الخبراء.
ولأن الوزن الزائد يلعب دورا مهما في العديد من الأمراض الشائعة والفتاكة، فمن الممكن أن يؤدي الوزن الزائد وأمراض السمنة إلى انخفاض في معدل سنوات الحياة. في دراسة نشرت في سنة 2006 في مجلة نيو اينغلاند للطب، والتي تابعت أكثر من نصف مليون شخص في سن 50 حتى 71 عاما لمدة 10 سنوات، وجد الباحثون ارتفاعا في نسبة الوفاة بـ 20% حتى 40% لدى الأشخاص الذين عانوا من الوزن الزائد في منتصف حياتهم. أما لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة، فإن نسبة الوفاة كانت أعلى بمرتين حتى ثلاث مرات. وفي دراسة نشرت في نفس المجلة في سنة 2010، والتي جمعت معطيات من 19 دراسة تابعت 1,46 مليون بالغ أبيض البشرة من سن 18 حتى 84 عاما لمدة مشابهة من الزمن، تبين أن احتمال الوفاة ازداد مع ارتفاع السمنة، وتراوح بين زيادة بنسبة 44% لدى لأشخاص الذين عانوا من السمنة المتوسطة وحتى نسبة 250% لدى الأشخاص ذوي الـ BMI الذي يبلغ من 40 حتى 50.